الأربعاء، 25 فبراير 2009



لكم مللت ترانيم الصباح ...وأشعة الشمس المتسللة من خدرها...كم مللت صوت البشر رفقة الأصحاب ... مللت كل شيء وكل ماأسعى له الهروب ربما هو هروب إلى الحرية أو هروب عكسي من وإلى شاطئ الآلام والأحزان... في كل يوم اتعارف مع اناس جدد وأسعى إلى توّسع دائرة معرفتي بحثا عن انسان خال من الهموم والأحزان ...ولكن كلهم سيان ... يختلفون بشيء واحد ألا وهو ذلك الثوب الذي يستخدمونه لإخفاء حزنهم فمنهم من يرتدي ثوب رث ... أرى من خلاله احزان لاثوب وانسان ...ومنهم من كان أمهر بصناعة ثوبه ولكنه نسي او تناسى سد بعض الثغور فيه أو أنه تركها كفتح للتهوية وحدود بلا رقيب...ومنهم صاحب الثوب الكامل لاثقب فيه ولكنه نسي أن يطليه بلون آخر غير لونه السوداوي القاتم ... ومنهم أولائك الماهرون من لم يكتفوا بصنع ثوب متقن بل زينوه بأجمل الزخارف وسكبوا فوقه أجمل الألوان ... احيانا أفكر أين انا منهم ثم اكتشف اني أنا صانعة تلك الأثواب لهم ومن كثرة صنعي للأثواب نفد الخيط وتحطمت الإبر وبقيت أنا دون أي شيء ...ومع ذلك تأتيني فتاة لتقول ان لا أظن انك عرفت الحزن بيومك أود لو أراك يوما لاتبتسمين...فأبتسم بوجهها وتفرح المسكينة دون ان تعلم أني وددت غرس سكاكين الدنيا بصدرها...
مابك ياجدران تشتين بحديثك أوصلت مرحلة الخرف والجنون ؟؟
- أنسيت وصلتها يوم ان سميت نفسي جدران أو حيطان لا سيان
ومالذي تريدينه الىن سئمت منك ومن حمقك الذي لا نهاية له
- وأنا سئمتك وسئمت كل شيء وما أريده هو هجران البشر لا غير
أجننت يا حمقاء وكيف تعيشين بلا بشر
- تتحدثين وكان للبشر دور مهم في حياة جدار مثلي...كل مافعلوه هو غرس مخالبهم السامة في جسدي ولم يتركوني لأموت بل أعطوني جرعة من الدواء لأستمر في الحياة ولكن متألمة معذبة
ولكن
-توقفي عن الكلام واصمتي للأبد فما أنا إلاجدران

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق