الأحد، 25 يناير 2009


عائدون...
روف خطّها الأجداد على جدران أول مخيّم نصب لهم خارج أرضهم ... وقضى الأجداد نحبهم... وقضى الأحبة نحبهم... وما زالت تلك الكلمة ...وما زالت تلك المخيمات ولكن...أنعود؟؟؟ أم ترانى نعانق روح الأحبة دون أن نعود أو قبل العودة؟؟

الخميس، 22 يناير 2009






دثّريني يا حبيبة... لست بردى ...ولكنه الجسد حبيبتي ذاب شوقا لمداعبة أهدابك... وسّديني عيناك... وشّحيني رمشاك ... وأغمضي العينان حبيبتي...
دعيني أبحر في دموعك الدفينة لتكن بؤبؤتاك سفينتي وليكن سوادهما أشرعتي... دعيني حبيبتي... دعيني أسيرة عيناك ...أواسي الدمع من خلف القضبان ...ألثم ماتراكم عليه من أحزان ... وأمتصه...فتتلاشى كل لمحة حزن منهما...
دثّريني حبيبتي ... إجعلي من يداك سريرا ومن جيدك ذكرى لدمية قتلوها وحرمونا اللعب بها ... داعبي خصل شعري الكستنائية بأناملك ودعيني أطبع عليها قبل من صباحات طفولية...هزّي شعرك المبلل ياحبيبة ودعيني أنتشي بالقطرات المتساقطة ...دعيها تحط على شفتاي فألاطفها ثم أشربها فلا أظمأ بهدها أبدا...
عودي حبيبتي... اخرجي من قبرك وانزعي الكفن ثم... دثّريني به

اللوحة

أراه هناك ...
جالسا على قارعة الطريق ... برد يتسلل ببطئ شديد إلى أوصاله...جوع يأبى إلا أن يلتهم معدته... وعطش اتخذ من حلقه الجاف ذبيحا... وخوف يحيط به من كل جانب... من حوله دماء جافة يغذيها نهر من دماء جديدة...
في عينيه رأيت كل اندهاش وسؤال... وفجأة إذ بعيناه تقع على شابة حسناء تناديه من بعيد ودون أدنى وعي تسابقت قدماه إليها... ولا ألومه على ذلك...فعيناها اللتان تصبان فيهما كل أنهار الجمالتنظران إليه بتمعن وتناديه بلعفة... عانقها بشدة... رأيته ينتشي رائحة صدرها...يذوب بملمس وجهها...
وجد في صدرها الدفئ والحنان اللذان تاها في غفلة منه... وفي غمرة الحب والعناق اقترب منها فلم يستطع مقاومة ذلك الجمال وإذ بصوت غريب مخيف قادم من بعيد... تشبثت به بقوة وكأنها تطلب منه أن يحميها من مجهول لا يعرفه... ولكنه لم يسأل وسارع بالإلتفاف حولها لحمايتها...
جاءوا...دفعوه أرضا وأخذوها... رأيت دموعه تنهمر سمعت صوت صراخه واستنجاده...
-أن لا تأخذوها... أحببتها عشقتها غرقت في مقلتيها أعطتني الأمان وانا خائف والدفئ وأنا ضحية البرد القارس والمأوى وأنا الشارد التائه...
وفجأة لم أعد أسمع صوت صراخه...غصّ بدموعه... إغتصبوها أمام ناظريه... استنجدت به ... حاول النهوض ولكن الأرض كبّلت قدماه...لعينة تلك الأرض الآسرة ...
-انتظريني حبيبتي يا ملجئي...
ولكن إلى متى ستنتظر؟؟!!
لا بأس ...لا بأس يا عمري الضائع الصارخ من سنين الألم والقهر والعذاب
لابأس انتظريه يا حبيبة قد يحرر نفسه يوما ويأتي لتحريرك ...
وعندها ... يهزني رجل بشدة... إنه حارس المتحف... نظرت حولي وإذا أنا أمام لوحة جميلة غامضة في معرض للصور... نظر إليّ الرجل بغرابة وابتسم دون أن يعلم أني نسجت من تلك اللوحة التي يحرسها رواية مؤلمة وعشت بين ثناياها... رواية وطن
ولكن

أعواد ثقاب


لا تغاردني تلك الصورة .. فتاة صغيره بثوب رث وحذاء لايشبه كل الأحذية... أراها مستندة إلى الجدران والبرد يتغلغل في أوصالها وحبّات المطر تتساقط صرعى على رأسها... لم يكن أمامها سوى الأحلام... ولكن ...سلبوها حتى الحلم فلم تجد طريقا لحلمها الجميل سوى بضع أعواد من الثقاب تشعلها علّها تسري في عروقها قليلا من الدفئ ... علّها تنير درب أحلامها البريئة... لم تكن تسعى لثوب جميل ولا فراش دافئ ...كل ما أرادته ساعة من سلام تقضيها بحضن تلك الجدة... لم تحتج بائعة الكبريت سوى أعواد من الثقاب لتأخذها إلى أرض الأحلام ...لتشعرها بالسعادة الأبدية...
صورتها هذه لا تفارقني...
وليس بالبعيد نقشت صورة أخرى في مخيلتي... صورة تأبى إلا أن تصفع ذاكرتي صبح مساء... صورة لحسناء صغيرة ... حرموها كل شيء ولم تكن أعواد الثقاب كافية لأخذها لأرض الأحلام ... شاهدوا من بعيدمحاولاتها الفاشلة فمدّوا لها بكل حب وسلام يد المساعدة...
وبدلا من إشعال الثقاب أشعلوا جسدها ... وليزداد اللهيب أضافوا إليه قليلا من أشلاء أحبّتها ...
صورتها لا تفارقني...إنها صورة غزة

الخميس، 8 يناير 2009

من هنا نرى النصر

وما رميت إذ رميت... ولكن الله رمى