الخميس، 12 فبراير 2009



ها هو الليل جنّ واستتر الكون بسواده ...وهي... هي هنا أو هناك ...ملتفة بأحزانها ...متوشحة بآلامها...مستترة بهمومها ...تنسج من أحزانها أثوابا ...وتفجّر من عيناها شلالا...وتنظم من آهاتها ألحانا... تتألم بصمت ...تبكي بصمت... تحزن بصمت ...حتى غضبها كان صامتا...

أما الدموع فأكاد أسمع صوت صراخها ...لكم ملّت من صراخ الدموع في مقلتاها...

للحظات يعجز القلم عن المواصلة... قد يكون غصّ ببعض الحروف الموجعة ...ولكن لا بأس يا صديقي استمر بالنزف...انزف حروفا بدلا من دموعها ...كوّن الكلمات عوضا عن آهاتها وانثر القصة من جديد... أخرج حروفك من جراحها علّها تطهر ...أخرجها من القلب لتغسل ما تراكم عليه من قيح الزمن ...من غدر الأحبة من كل ألم وقهر...

لكم سكرت بكؤوس الحزن نهلت منها حد الثمالة ...وكل هذا لأجلك وبسببك فخذيها إليك... مزّقي غشاء عيناها ...كسّري قضبان جفناها بقوة وجبروت... دعي الدموع تتساقط صرعى على وجنتيها... واسمحي لها بالتعلّق بك تعلّق الطفل بثدي أمه ... دعيها تداعب خصل شعرك وتسكب على شفاهك ندى من قبل صباحية ... واجعليها تنتشي بها علّها تنسى فراقك وتتناسى قربها منهم... أو ...أو تعالي أنت إليها... اقتليها بآهاتها ...اغسليها بدموعها ...كفنّيها بآلامها واصنعي من حزنها نعشا وليحملوها على أكتافهم ...دعي جثّتها تدوسهم فلطالما أرادت دوسهم بالحذاء...

خذي الجسد حبيبتي واتركي الروح تلعنهم صباح مساء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق