الأربعاء، 25 فبراير 2009








في كل صباح تخرج العجوز الخرفة وكعادتي أرمقها من بعيد بكل أسى ,ثم أدنو منها ...إلى أين اليوم؟؟

فتجيب بسذاجة بالغة:- إلى البيارة إلى كرم العنب إلى بيتي القديم...

ثم تتساءل بغضب :- من حرمني بيتي؟ من أخرجني منه ؟أعيدوني إلى أرضي أعيدوني إلى وطني... وتهدأ على أثر لمسة حانية

من يداي لتقول: أخذوا الأرض وانتهكوا العرض يابنية ويتعالى البكاء ويتعالى الصراخ... أخذوا الأرض وانتهكوا العرض...

أخذوا العرض وانتهكوا الارض...أخذوا العرض وانتهكوا... وينخفض الصوت وإذا بالذي أُخذ هو العرض والذي انتهك هو

الأرض... وكالعادة يجتمع الناس حول العجوز ويسألون
-اذا بها ؟ماذا فقدت؟؟

فأجيب ببراءة ونبرة طفولية :-
- لاشيء ...لم تفقد سوى الوطن...

هذا الصباح لم ارها رحت أبحث عنها ولكني تذكرت أنها ذهبت كما ذهب الوطن ...سلبها الموت حياتها كما سلبوا حياة الوطن.

أتعلمون هذه ليست خيالات بل هي واقع وحياة... حياة كل لاجئ ... وهذه العجوز جارتنا-رحمها الله- ليست الوحيد من أصيبت

بحمّى الوطن عند كبرها ...فهذه المرحلة لابدّ أن يطرق بابها كل لاجئ.

أحيانا أقف على نافذتي وأتساءل .. هم أصيبوا بالحمّى لأنهم رؤوا الوطن ولكن نحن لم نره فمالذي قد يحدث لنا؟؟ وبأي أنواع الحمّى قد نصاب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق