الأربعاء، 18 فبراير 2009

كلمات



دمعة...

لكم مللت من صراخ الدموع على خدي ...مللت من جبروتها وقوتها وهي تمزق غشاء عيناي ... وتكسر قضبان جفناي... دمعات حارة اعتادت أن تشق طريقها في وجهي حتى تصل شفتاي فتنساب عليها وتنسكب انسكاب الحمم من أعالي القمم


آه...

غريب أمرها تلك الآه ترافقني منذ الصغر دون أن أعلم سببها أو معناها...تخرج برفقة الهواء الفاسد من جسدي بعد أن تشق طريقها في أعماقي مخلفّة جرح عميق بل مسيرة من الجراح ... غريبة هي حد التناقض مع ذاتها ... فتارة تخرج مع أحزاننا وهمومنا وتارة أخرى تخرج مع تواصل الضحكات السعيدة... تارة حين نحب ...حين نعشق حدّ الجنون ...أو... حين نكره حد الانتقام ...لا أعلم ماذا أكتب ولكن للآه مسيرة طويلة معنا ...وقد لا تنتهي...


حروف...

لكم أنا بشوق لبضع من الحروف تخرج من جرحي فتطهره ...تخرج من القلب فتغسل ماتراكم عليه من قيح الزمن ... من غدر الأحبة وحيرة القلب...


ورقة...

يأبى القلم أن يخط مشاعري وآلامي على ورقة صمّاء لاروح فيها ولا إحساس ...دون أن يعلم أنها صديقتي العزيزة... تعلم كل ما يجول في خلدي... ترافقني منذ نعومة أظفاري ...تمتص أحزاني وآلامي... وتشرق بسروري وأفراحي... كيف لا... وهي جزء من كياني تبقى صامدة لتشكّل كتاب حياتي...


قلم...

يسألني دوما لم تجبريني على العمل في ساعات متأخرة؟ ...لما تخطين بي حروفا ساذجة؟ فأجيبه: لأنك الوحيد من هذا الخلق تعرفني... حقّا يا قلمي فأنا تحوّلت لإناء كبير يحوي أسرار الكثيرين ...ولكني لم أجد إناء لأسراري إلا أنت...فانزف ياصديفي ...انزف حروفا بدلا من دموعي ... كوّن الكلمات عوضا عن آهاتي ...وانثر قصتي... عذرا ياقلمي ان اثقلت عليك ولكن دع فرحي وابتسامي وحبي للبشر ...واترك حزني لحبرك والورق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق