الخميس، 26 فبراير 2009





تمضي الساعات وتمر الايام...وانا انا واقفة ثابتة في مكاني لا تؤثر في عوامل الحت والتعرية ...وكإنني لا أنتمي للبشرية...ولا يربطني بها سوى اسم انسان ...
افكر بتلك الايام التي مضت من حياتي وبالسنة الجديدة التي سأحط في رحابها أيام وأودع عامي التاسع عشر وادخل في العشرين ...وانا مطالبه بعد ذلك بوقف نموي الزمني والعمل على نموي العقلي على حد تعبير والدي العزيز طبعا... يريدون مني التغير ان أترك تصرفاتي الطفولية الحمقاء ان اترك اللعب ومشاهدة برامج الاطفال أن اترك الحلوى الطفولية علي تعديل طريقة كلامي طريقة مشي وكل شيء ...يريدون هدم شخصية رافقتني طةال 19 عام من حياتي ...وانا لا اعلم ماذا اعمل ولكني لن اتغير
عنجد مو عارفة شو بخبص بس الكل مجنني لازم تتغيري لازم تتغيري
اففففففففففففففففففف

الأربعاء، 25 فبراير 2009



لكم مللت ترانيم الصباح ...وأشعة الشمس المتسللة من خدرها...كم مللت صوت البشر رفقة الأصحاب ... مللت كل شيء وكل ماأسعى له الهروب ربما هو هروب إلى الحرية أو هروب عكسي من وإلى شاطئ الآلام والأحزان... في كل يوم اتعارف مع اناس جدد وأسعى إلى توّسع دائرة معرفتي بحثا عن انسان خال من الهموم والأحزان ...ولكن كلهم سيان ... يختلفون بشيء واحد ألا وهو ذلك الثوب الذي يستخدمونه لإخفاء حزنهم فمنهم من يرتدي ثوب رث ... أرى من خلاله احزان لاثوب وانسان ...ومنهم من كان أمهر بصناعة ثوبه ولكنه نسي او تناسى سد بعض الثغور فيه أو أنه تركها كفتح للتهوية وحدود بلا رقيب...ومنهم صاحب الثوب الكامل لاثقب فيه ولكنه نسي أن يطليه بلون آخر غير لونه السوداوي القاتم ... ومنهم أولائك الماهرون من لم يكتفوا بصنع ثوب متقن بل زينوه بأجمل الزخارف وسكبوا فوقه أجمل الألوان ... احيانا أفكر أين انا منهم ثم اكتشف اني أنا صانعة تلك الأثواب لهم ومن كثرة صنعي للأثواب نفد الخيط وتحطمت الإبر وبقيت أنا دون أي شيء ...ومع ذلك تأتيني فتاة لتقول ان لا أظن انك عرفت الحزن بيومك أود لو أراك يوما لاتبتسمين...فأبتسم بوجهها وتفرح المسكينة دون ان تعلم أني وددت غرس سكاكين الدنيا بصدرها...
مابك ياجدران تشتين بحديثك أوصلت مرحلة الخرف والجنون ؟؟
- أنسيت وصلتها يوم ان سميت نفسي جدران أو حيطان لا سيان
ومالذي تريدينه الىن سئمت منك ومن حمقك الذي لا نهاية له
- وأنا سئمتك وسئمت كل شيء وما أريده هو هجران البشر لا غير
أجننت يا حمقاء وكيف تعيشين بلا بشر
- تتحدثين وكان للبشر دور مهم في حياة جدار مثلي...كل مافعلوه هو غرس مخالبهم السامة في جسدي ولم يتركوني لأموت بل أعطوني جرعة من الدواء لأستمر في الحياة ولكن متألمة معذبة
ولكن
-توقفي عن الكلام واصمتي للأبد فما أنا إلاجدران







في كل صباح تخرج العجوز الخرفة وكعادتي أرمقها من بعيد بكل أسى ,ثم أدنو منها ...إلى أين اليوم؟؟

فتجيب بسذاجة بالغة:- إلى البيارة إلى كرم العنب إلى بيتي القديم...

ثم تتساءل بغضب :- من حرمني بيتي؟ من أخرجني منه ؟أعيدوني إلى أرضي أعيدوني إلى وطني... وتهدأ على أثر لمسة حانية

من يداي لتقول: أخذوا الأرض وانتهكوا العرض يابنية ويتعالى البكاء ويتعالى الصراخ... أخذوا الأرض وانتهكوا العرض...

أخذوا العرض وانتهكوا الارض...أخذوا العرض وانتهكوا... وينخفض الصوت وإذا بالذي أُخذ هو العرض والذي انتهك هو

الأرض... وكالعادة يجتمع الناس حول العجوز ويسألون
-اذا بها ؟ماذا فقدت؟؟

فأجيب ببراءة ونبرة طفولية :-
- لاشيء ...لم تفقد سوى الوطن...

هذا الصباح لم ارها رحت أبحث عنها ولكني تذكرت أنها ذهبت كما ذهب الوطن ...سلبها الموت حياتها كما سلبوا حياة الوطن.

أتعلمون هذه ليست خيالات بل هي واقع وحياة... حياة كل لاجئ ... وهذه العجوز جارتنا-رحمها الله- ليست الوحيد من أصيبت

بحمّى الوطن عند كبرها ...فهذه المرحلة لابدّ أن يطرق بابها كل لاجئ.

أحيانا أقف على نافذتي وأتساءل .. هم أصيبوا بالحمّى لأنهم رؤوا الوطن ولكن نحن لم نره فمالذي قد يحدث لنا؟؟ وبأي أنواع الحمّى قد نصاب


الأربعاء، 18 فبراير 2009



لا اعلم مالذي يحدث...مشاعر متخبطة ...ملامح حزينة ورغبة بالتخلص من كل شيء ...جامعتي ...صديقاتي...الماضي والحاضر...رغبة بالفرار...لا أدري إلى أين ربما هو مجرد فرار من المجهول إلى مجهول...رغبة بمرافقة البحر وركوب الخيل وعيش على شاطئ منعزل لا يأتيه أحد...ربما هو مجرد حلم يخترق مخيلتي الآن ولكني أتمنى أن يتحقق...قد أكون ضعيفة لأني اخترت الفرار ولكني حكيمة لأني اخترت السلام...السلام مع الذات لاغير...لا

لا أدري ماذا أكتب ولا أعي هذه الحروف المتناثرة من شفاهي فالمعذرة

كلمات



دمعة...

لكم مللت من صراخ الدموع على خدي ...مللت من جبروتها وقوتها وهي تمزق غشاء عيناي ... وتكسر قضبان جفناي... دمعات حارة اعتادت أن تشق طريقها في وجهي حتى تصل شفتاي فتنساب عليها وتنسكب انسكاب الحمم من أعالي القمم


آه...

غريب أمرها تلك الآه ترافقني منذ الصغر دون أن أعلم سببها أو معناها...تخرج برفقة الهواء الفاسد من جسدي بعد أن تشق طريقها في أعماقي مخلفّة جرح عميق بل مسيرة من الجراح ... غريبة هي حد التناقض مع ذاتها ... فتارة تخرج مع أحزاننا وهمومنا وتارة أخرى تخرج مع تواصل الضحكات السعيدة... تارة حين نحب ...حين نعشق حدّ الجنون ...أو... حين نكره حد الانتقام ...لا أعلم ماذا أكتب ولكن للآه مسيرة طويلة معنا ...وقد لا تنتهي...


حروف...

لكم أنا بشوق لبضع من الحروف تخرج من جرحي فتطهره ...تخرج من القلب فتغسل ماتراكم عليه من قيح الزمن ... من غدر الأحبة وحيرة القلب...


ورقة...

يأبى القلم أن يخط مشاعري وآلامي على ورقة صمّاء لاروح فيها ولا إحساس ...دون أن يعلم أنها صديقتي العزيزة... تعلم كل ما يجول في خلدي... ترافقني منذ نعومة أظفاري ...تمتص أحزاني وآلامي... وتشرق بسروري وأفراحي... كيف لا... وهي جزء من كياني تبقى صامدة لتشكّل كتاب حياتي...


قلم...

يسألني دوما لم تجبريني على العمل في ساعات متأخرة؟ ...لما تخطين بي حروفا ساذجة؟ فأجيبه: لأنك الوحيد من هذا الخلق تعرفني... حقّا يا قلمي فأنا تحوّلت لإناء كبير يحوي أسرار الكثيرين ...ولكني لم أجد إناء لأسراري إلا أنت...فانزف ياصديفي ...انزف حروفا بدلا من دموعي ... كوّن الكلمات عوضا عن آهاتي ...وانثر قصتي... عذرا ياقلمي ان اثقلت عليك ولكن دع فرحي وابتسامي وحبي للبشر ...واترك حزني لحبرك والورق

إلهي...





لطالما تصارعت الدموع في مقلتي وتسابقت على مسار وجنتي ... لطالما تلاشت بسمة كاذبة من على شفتي وحلّت بدلا منها آه تخرج من أعماقي ...تسير مع الدمع في مجراه فتخرج أنّة كاوية مؤلمة ...لايسمعها أحد سواي وسواك ... ولا يعلم أحد بها إلا أنت...فألجأ لبابك أقرعه بكل جوارحي ...أناجيك لتجلو حزني وتطّهرني...
انزف يا ألمي... انزف دما يطّهر جرحي ...يغسله من قيحه... انزف لتريح نفسا اشتاقت للراحة ...اشتاقت لنزع الكفن ...انزف دما يجري معه كل ذنب وخطيئة ...لأعود صفحة بيضاء نقية..زنقية كنقاء سريرتي وطيبتي...
الهي احبك أنا فلا تتركني...
ليس لي سواك فارحمني...

الاثنين، 16 فبراير 2009

اسراء




ما بين الآه والآه مسيرة من الجراح ...أنّات كاوية ...دموع حارقة ... بسمات كاذبة... ومن بين كل تلك البسمات أسعى لبسمة واحدة ... بسمة تخرج من أعماق القلب ...بسمة حقيقية... بسمة لا تجرحني أثناء خروجها ...لاتؤلمني لاتدميني... لاتبكيني طوال الليل... ولكن حتى البسمة باتت محرمة... قد أكون أنا من حرّمتها على نفسي... ربما لأنني مازلت أسيرة للماضي ذلبك الماضي الذي يأبى أن ينسلخ من زوايا الذاكرة... ربما لأنني لازلت أعيش تلك الحكاية القديمة التي ترفض أن أن يكون لها نهاية... حكاية الحزن والألم المرير...حكاية تروي...لايجب ذكر ماتروي...
أوربما لأن الزمن توقف بي عند تلك اللحظة توقف العرض عند ذلك المشهد...المشهد الذي لفظت أختي به روحها... لفظتها وهي بين ذراعي...من الصعب أن يشعر أي انسان بما أكتب فهي مجرد أخت بالنسبة لكم ولكنها كانت كل شيء ...كانت تلك البسمة...ذلك الدفئ الذي غادرني ...كانت وما زلت طفلة...طفلة تبعث بحركاتها الحمقاء عن أغلى ما ملكت يوما ...طفلة يبحث صوتها الطفولي عن تلك الأذن ...ويبحث قلبها عن تلك الحبيبة ...أم أن صورتها تبحث عن ذاك القلب؟؟!!!!!!!!!!!!!!

اسراء




عندما يخيّم الليل وأقبع في زاوية غرفتي المظلمة تبدأ صورتها بصفع ذاكرتي ...أراها أمامي جالسة في منتصف الغرفة تنتظر عودتي لألاعبها لأطعمها من المأكولات التي اشتريتها من المدرسة وحرمت نفسي منها لأجلها ...تأخذها برفق وتحضنني بقوة وكأنها تعلم أن هذه حصتي أنا ...
ثم أراها نائمة على سريرها وعيناها تنظران إلى السماء أرى نظراتها الخائفة ...الخوف من الماضي المرير ومن حاضر أليم ومن مستقبل مجهول...
وأراني وإياها في المشفى والأطباء يلتفّون حولها ليسجّلوا الحالة الأولى من مرض لا علاج له...أراها تتألم تبكي تصرخ أضمها إلى صدري وأبكي بحرقة لحد النشيج ...
ويستمر شريط الذكريات بالمرور أمام ناظري وكأن ما حدث يحدث الآن ويتوقف الشريط للحظات عند مشهد لم أرغب بالوصول إليه إنه المشهد الذي فقدتها فيه وفقدت سعادتي وحياتي من بعدها...

اسراء





في كل لحظة تعصف رياح الشوق في داخلي ...وكأن ذكراك تتعمد أن تصفعني تعذبني... فترديني شهيدة الشوق يا حبيبة ...شوق ليداك الرقيقة ... لحروفك الصامتة ...لنظراتك الحبيسة
أحبك... عجزت عن قولها طوال مكوثي بقربك والآن أقولها بعد الفراق ...احبك يا غالية

آه لو تدرين لكم أنا بحاجة لأن ألقي برأسي بين ذراعيك وأنثر كل تلك الدمعات الحبيسة ...لكم أنا بحاجة لدفئ يعتريني وسكينة تتنزل عليّ...
لا أدري ما ذا أكتب ولكني حقا مشتاقة لها شوق العطشى للماء والجوعى للغذاء والمريض للشفاء...كانت دوائي وغذائي ومائي ...كانت روحي وحياتي...كانت كل شيء وفقدت كل شيء...سلبها الموت من بين ذراعي لحظة لن تمحوها الأيام من ذاكرتي
ماتت ومت بعدها ...
لكم أنا مشتاقة لك حبيبتي...

الخميس، 12 فبراير 2009




تتراءى إلى ناظري بثياب بيضاء رقيقة تسير بمنتصف طريق من شجر اللوز المكسوا بالزهور البيضاء والنسمات تداعب شعرها الكستنائي وتطاير أطراف ثوبها ...

تمدّ يدها إليّ من بعيد وكأنها تدعوني للمثول امامها أسارع خطاي عسى أ أدنوا منها ولكنها تستملر بالإبتعاد ...أركض والدموع تفرّ من عيناي وتخالط الهواء ...أتعثر ..ينتثر التراب على وجهي ولكني أنهض من جديد... أستمر بالركض تتناثر الدماء من قدماي علّها تحثّني على الوقوف ولكني لا آبه لها ولا للألم إلى أن تتغير معالم الطريق ... فتختفي أزهار اللوز البيضاء وتختفي الأشجار ولا يبقى سوى قبور مبعثرة تقف على إحداها ... ترمي لي بوردة بيضاء ثم تغوص إلى أعماقه... آخذ الوردة أضمها إلى صدري فتغوص فيه أشواكها ...تسيل الدماء وأنا...أنا انتشي لاألم...


ها هو الليل جنّ واستتر الكون بسواده ...وهي... هي هنا أو هناك ...ملتفة بأحزانها ...متوشحة بآلامها...مستترة بهمومها ...تنسج من أحزانها أثوابا ...وتفجّر من عيناها شلالا...وتنظم من آهاتها ألحانا... تتألم بصمت ...تبكي بصمت... تحزن بصمت ...حتى غضبها كان صامتا...

أما الدموع فأكاد أسمع صوت صراخها ...لكم ملّت من صراخ الدموع في مقلتاها...

للحظات يعجز القلم عن المواصلة... قد يكون غصّ ببعض الحروف الموجعة ...ولكن لا بأس يا صديقي استمر بالنزف...انزف حروفا بدلا من دموعها ...كوّن الكلمات عوضا عن آهاتها وانثر القصة من جديد... أخرج حروفك من جراحها علّها تطهر ...أخرجها من القلب لتغسل ما تراكم عليه من قيح الزمن ...من غدر الأحبة من كل ألم وقهر...

لكم سكرت بكؤوس الحزن نهلت منها حد الثمالة ...وكل هذا لأجلك وبسببك فخذيها إليك... مزّقي غشاء عيناها ...كسّري قضبان جفناها بقوة وجبروت... دعي الدموع تتساقط صرعى على وجنتيها... واسمحي لها بالتعلّق بك تعلّق الطفل بثدي أمه ... دعيها تداعب خصل شعرك وتسكب على شفاهك ندى من قبل صباحية ... واجعليها تنتشي بها علّها تنسى فراقك وتتناسى قربها منهم... أو ...أو تعالي أنت إليها... اقتليها بآهاتها ...اغسليها بدموعها ...كفنّيها بآلامها واصنعي من حزنها نعشا وليحملوها على أكتافهم ...دعي جثّتها تدوسهم فلطالما أرادت دوسهم بالحذاء...

خذي الجسد حبيبتي واتركي الروح تلعنهم صباح مساء