السبت، 11 أبريل 2009



" تساءلت دوما هل يحمل اثنان نفس المشاعر نفس نفس الحرف ونفس الكلمة نغس الصدق ...وفوجئت عندما قرأت هذه القصيدة فوجدت اثنان نفس نفس الشيء ولكل حرف منهما رونق خاص ولكنه معانق للرونق الآخر... قصيدة وكبرت ياعمري سنة - للشاعر خميس لطفي والشاعرة مريم العموري... ولحتى اتميزوا شعر كل واحد فيهم كتبت شعر مريم بالخط المائل...


وكبرت ، يا عمري ، سنه

وبدأت تنتبهين لي

ولدمعتي لما تسيل

وتسألين بحرقة مستبينه

-ماذا جرة لك يا أبي؟!

-"لا شيء" كنت أقول في الماضي

وكنتِ صغيرة

لاتفهمين معاني الكلمات

مثل: من اليهود؟!

وما هي المستوطنة؟!

واليوم تبدو لي الإجابة ممكنة


هم يابنيتي من شرّدونا

من فلسطين الحبيبة

كنتُ حينئذ أنا في الثامنة

ما كان ينقصنا الطعام ولا الشراب

وكان للأيام نكهتها

وموج البحر كان لنا

وأقمار السماء

وضفّتان على امتداد النهر

كنّا طيبين وحالمين

ولا نخاف من الغد الآتي

وننعم بالسكينة والحياة الآمنة


كنّا نرتل مع هديل الطير ...

فوق الغيم أحلام الربيع

ونوزّع الضحكات للدنيا

فترقص سنبلات الحقل

فترقص سنبلات الحقل

يرتبك القطيع

ونظل نركض

والنسيم على بساط الورد

ما أحلاه ما أحلاه من ماض بديع

ماض يمرجحني كطفل ليس يعبأ بالمشيب

وبالهموم الراهنة


كنا صغارا...والطبيعةفاتنة

وكعهدها دوارة كانت

وما زالت هي الدنيا

تدور على مدار الازمان

وكأن ما قد كان

أروع كان من ان يستمر

كأنه حلم جميل انقضى

وعلى الحياة هنا كانت

دون باقي الناس

تحسدنا الحياة وعزل

كنا نواجه ذات يوم

قوة متصهينة

وتقاسمنا الرض والحيتان

صرنا لاجئين ونازحين

وطاردتنا الحياة الى المنافي

يا بنتي

وتقاذفتنا الأمكنة

ستون عاما في الشتات وشعبنا

لم ينس يوما موطنه


ستون عاما يابنتي

والدار أطلال هناك بلا أنيس

غير ولولة الرياح

من بعد ان رحلت

طيوف المبعدين بلا رواح

لاهمهمات أبي ولا

تسبيحه عند الصباح

لا كحل أمي

لا صبايا يجتمعن على الغدير

ولا رجال يبذرون الأرض

من روح وراح

أرض تتوق لمنجل الأحباب


في يوم الحصاد

ولا حصاد سوى الجراح

ستون عاما يابنتي

منذ استباحتنا الضباع الماجنة

مذ هبّتالريح الغريبة بالجراد

وأي ريح منتنة

ستون عاما يابنتي...

نبقى

وإن لم تبق من آمالنا

إلا المفاتيح القديمة

والقلوب الؤمنة


واليوم تقتل طفلة

يغتال شيخ مقعد

تمحى قرى

تجتث مزرعة

وتصف مئذنة

والعالم المجنون غاف

لا يحرك ساكنا

وكأنما ضربت عليه المسكنة

من جنّنه؟!

فغدا يرى الجلاد مثل ضحية

والصمت أصبح ديدنه

وكبرت يا عمري سنه

وغدت وصايا الراحلين لربهم

أحلى كلام تنشدين سماعه

وغدوتِ مثلي مدمنه

تترقبين سماع أخبار الذين نحبهم

تأتي لنا

بدم الشهادة والفدا معنونة

وعرفتِ مامعنى الإرادة

والتحدي

والغب

وعرفتِ من هو ذاك الشعب الذي

صنعت يداه المعجزات ومعدنه

وعرفت ما معنى الجهاد

عرفتِ ما معنى البلاد

عرفت ما معنى الحكومة

في قواميس العرب

وعرفت معنى: خائنة


وعرفت معنى الغدر مهما

زوّقوه بجرحنا

وعرفت كل المترفين بحقنا

وشقائنا...

الغارسين بلحمنا أنيابهم وبلا خجل

من قبّلوا الأقدام حتى

ملّت الأقدام هاتيك القبل

هم يابنتي ألِفوا الوضاعة

والقماءة والدجل

فبرغمهم

وبرغم كل الخاذلين لعمرنا..

وبرغم أعوام التشرد والتمزق والضنى

وبرغم من قالوا سننسى

كيف ننسى روحنا؟!

ستفر من أضلاعنا للنور أحلى سوسنة

ويميس فوق البحر موكبنا

تقبِّلنا النوارس

فنرتمي في حضنها

ونغيض في دفء الهنا

يا وعدنا

وسنمتطي فرس الهوا

سنعود...

إنا ما نسينا يا حبيبة مالنا..

فإذا قضيت ولم أطأ أرضي هناك

فلا تني

ولتكملي مشوارنا


سنعود

أنا قد نسجنا من دمانا فجرنا

سنعود مهما شيدوا

مستوطنات حولنا


سنعود رغم حصارهم

سنعود رغم جدارهم

ستفر من أضلاعنا للنور أحلى سوسنة

وستنتهي عمّا قريب

رحلة الطير الذي

لفّ الفضاء وعاد ينشد مسكنه

طوبى لنا


طوبى لنا

طوبا لمن عشق التراب ولوّنه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق