الخميس، 22 يناير 2009

أعواد ثقاب


لا تغاردني تلك الصورة .. فتاة صغيره بثوب رث وحذاء لايشبه كل الأحذية... أراها مستندة إلى الجدران والبرد يتغلغل في أوصالها وحبّات المطر تتساقط صرعى على رأسها... لم يكن أمامها سوى الأحلام... ولكن ...سلبوها حتى الحلم فلم تجد طريقا لحلمها الجميل سوى بضع أعواد من الثقاب تشعلها علّها تسري في عروقها قليلا من الدفئ ... علّها تنير درب أحلامها البريئة... لم تكن تسعى لثوب جميل ولا فراش دافئ ...كل ما أرادته ساعة من سلام تقضيها بحضن تلك الجدة... لم تحتج بائعة الكبريت سوى أعواد من الثقاب لتأخذها إلى أرض الأحلام ...لتشعرها بالسعادة الأبدية...
صورتها هذه لا تفارقني...
وليس بالبعيد نقشت صورة أخرى في مخيلتي... صورة تأبى إلا أن تصفع ذاكرتي صبح مساء... صورة لحسناء صغيرة ... حرموها كل شيء ولم تكن أعواد الثقاب كافية لأخذها لأرض الأحلام ... شاهدوا من بعيدمحاولاتها الفاشلة فمدّوا لها بكل حب وسلام يد المساعدة...
وبدلا من إشعال الثقاب أشعلوا جسدها ... وليزداد اللهيب أضافوا إليه قليلا من أشلاء أحبّتها ...
صورتها لا تفارقني...إنها صورة غزة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق